الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة المسرحي كمال علاوي: البلاد على كف عفريت.. وهــؤلاء الـمثـقـفون تحالفوا مع الشيطـــان

نشر في  24 ماي 2017  (11:30)

في لقاء جمعه مع أخبار الجمهورية، تحدّث المسرحي والمخرج كمال علاوي عن بعض المشاكل التي باتت تعاني منها الساحة الثقافية التونسية خاصة في ظل ما أسماه «فترة ما بعد تحالف المثقفين مع الشيطان»، كما تطرّقنا معه في مداخلته الخاصة إلى الأوضاع الاجتماعية والسياسية للبلاد وموقفه مما يحصل في تطاوين وعن حالة الأمل الذي اصبح مفقودا لدى الشباب التونسي..
في البداية أعرب محدّثنا عن أسفه لما آل إليه حال الثقافة في تونس معتبرا أنّها باتت تعاني تهميشا كبيرا ولامبالاة خاصة على مستوى المسرح الذي لا يلاقي دعما كافيا للنهوض به وبرجالاته..
وأفاد المسرحي كمال علاوي أنّ ما تبثه التلفزات التونسية والإعلام البصري بصورة عامة ساهم في تكريس الجهل والتهريج والتفقير الفكري لعقول شبابنا عبر ابتعاده عن الاهتمام ببرامج ثقافية تنير الأذهان ونحارب بها كافة أشكال التطرف والتعصب الفكري واتجه نحو بث برامج اقل ما يمكن وصفها به أنّها عبارة عن ماكينة لتتفيه الوقائع وتقزيمها..

اللغة العربية تتعرض لحملة شرسة..

وعلى صعيد حديثه عن الثقافة وما تعاني منه في هذا الزمن غير الجميل، قال محدّثنا انّ خير دليل على انّ الثقافة بكل أشكالها تمثل طريقا معبّدا نحو الازدهار والتطور هو أن الشعوب الكبيرة على جميع المستويات هي التي أولت دولها للثقافة جانبا كبيرا من الاهتمام وجعلتها من بين أولوياتها ومشاغلها، عكس ما تعمل به الدول النامية التي همّشت الثقافة..
كما أعرب المسرحي والمخرج عن استنكاره لما باتت تتعرّض له اللغة العربية من حملة شرسة تشنها بعض الاطراف. وحول دور المثقف في تهدئة الأوضاع الاجتماعية المحتقنة التي تعيش على وقعها بعض الجهات قال كمال علاوي انّ المثقّف هو المساند للحوار وللسلم والسلمية المطلقة وهو بطبيعته نابذ لكل مظاهر العنف والتطرف والتعصب مهما كانت أشكالها ومأتاها..

رسالة إلى ساسة اليوم

على صعيد آخر أعرب المسرحي كمال علاوي عن خشيته من تطور الأزمة في تطاوين وبعض المناطق الاخرى وتحوّلها إلى حرب أهلية، قائلا إنّ البلاد باتت على كف عفريت وبلا قيم ولا مبادئ ولا أخلاق لا يمكن أن ننهض بها أبدا ورغم انّ الامل اصبح مفقودا في صفوف شبابنا خاصة في ظل تكريس التفاوت الاجتماعي ومظاهر الطبقية الا انّه يجب وضع الوطن فوق كل اعتبار..
وفي رسالة وجهّها إلى السياسيين الذي يحكمون اليوم أفاد العلاوي : «استنجدوا بالواجهة الثقافية والفكرية وإذا لم تستطيعوا ممارسة السياسة فاتركوا مناصبكم واتركوها لمن هم الأولى والأجدر»..
على صعيد آخر، اعتبر محدّثنا أنّ اغلب المثقفين الذين نالوا مناصب سياسية هم الذين باعوا أنفسهم للشيطان في توصيف لمحاباتهم لبعض الأحزاب لمكافئتهم ومنحهم مناصب يحلمون بها..

حادثته: منارة تليجاني